Wednesday 1 December 2010

الصحافة النسائية .....

مشاركة في ندوة
الصحافة النسائية على أبواب القرن الحادي والعشرين
بعنوان
دور الصحافة في قضايانا المعاصرة
الموافق السبت 28 ذي الحجة 1418ه الموافق 25 إبريل 1998م
بقلم \\ نورة الخاطر
بسم الله الرحمن الرحيم
للصحافة دور فاعل في حياة الدول والشعوب باعتبارها سجل رصد ونشر لكل الأحداث والقضايا المعاصرة . وهي نافذة القارئ على العالم الخارجي ، وما يدور فيه من أحداث . وعندما تسلط الضوء على حدث معين فإنها في نفس الوقت تؤسس وتفتح قناة اتصال دائم بين الحدث والقارئ بهدف استدراجه ودعوته لأن يعيش لحظة ميلاد ذلك الحدث ، والتفاعل معه . ومن هنا يبدو واضحا أن للصحافة مهمة شاقة ودقيقة ، كونها أداة اتصال دائم بين الأمم وما يصدر منهم أو لهم من قضايا وأحداث ونشاط في شتى ميادين الحياة .. وما تفرضه طبيعة هذه المهمة من متطلبات وأبعاد لكل من يمارسها . فهناك :
· - البعد القومي .
· - البعد الفكري والثقافي .
· - البعد الموضوعي .
وهذه الأبعاد الثلاثة تشكل أهمية من الضرورة والواجب التزام الصحافة بها في أداء وظيفتها .
فمجتمعنا اليوم يعيش أحداثا وقضايا متطورة ، متلاحقة نتيجة للتقدم العلمي ، والتقنية الحديثة التي طالت شتى مناحي حياتنا اليومية ، وماتفرضه بطبيعة الحال من سلوك وتفاعل معها .
هذه التقنيات الحديثة تمثل في أغلبها حدث علمي جديد علينا له عالم وطبيعة خاصة به من حيث التعامل معه . أنتجه الفكر البشري بالبحث العلمي المتواصل ، وسخره لخدمتنا ، وهو بذات الوقت سلاح ذو حدين إن أحسنا استعماله فسنظفر بالجانب الإيجابي منه ، وإن أسأنا استعماله قاسينا من سيئاته .
والصحافة مطالبة اليوم في ظل التطور السريع الذي نعيشه بان تقوم بدراسة هذا الحدث أو ذاك ، وشرح أبعاده وكيفية التعامل معه ، وما تأثير هذا التعامل على نمط حياتنا ... كل ذلك يجب أن يجري في إطار من الحس القومي ..والمستوى الفكري والثقافي الرفيع ، والموضوعية ، ثم عرض هذا الحدث أو الخبر ليكون في متناول يد القارئ .
وكلما كان العرض موضوعيا ، كان الإقتراب من حقيقة وواقع الحدث كبيرا .
وإختيار الصحافة لحدث أو موضوع معين ، وطرحه على القارئ هو الذي يحدد طبيعة هذه الصحيفة إن كانت جادة وهادفة .. وبالتالي سيتحدد تبعا لذلك مستوى قرائها ، وهذا يفسر لنا تفضيل البعض لصحيفة معينة لقراءتها والكتابة فيها .
وقد إستوقفني عنوان الندوة وهو ( دور الصحافة النسائية الخليجية على أبواب القرن الحادي والعشرون ) ، ولاأعلم من أين أتت تسمية الصحافة النسائية التي يفهم منها ضمنا وبالمقابل أن هناك صحافة رجالية .
وفي إعتقادي أن الصحافة واحدة لاجنس لها ، فالمهمة واحدة ، والدور واحد ، والوظيفة واحدة ، فإن أتت هذه التسمية من كون القائمين على الصحيفة رؤساء التحرير ومحرريها وكتابها من النساء ، فإن الصفة تلحق بمن يمارس هذه الوظيفة وليس الصحافة بحد ذاتها .
وكذلك إن أتت هذه التسمية من كون الموضوع الذي تطرحه وتعالجه الصحافة موضوعا نسائيا ، فكون الموضوع نسائي لايغير من الأمر شيئا كثيرا ، ولايعني بالضرورة حكر مناقشته من قبل النساء فقط دون الرجال .
فالصحافة إسم وعنوان عام لها وظيفة تقوم صحف عدة بأدائها ، وقد تتخصص بعضها في مواضيع معينة . فإن تخصصت مثلا في مواضيع علمية سميت صحف علمية ، وإن تخصص بعضها الآخر في مواضيع رياضية سميت صحيفة رياضية ، أو تخصص بعضها في مواضيع نسائية سميت صحيفة أو مجلة نسائية ،ولايصح أن نسميها صحافة نسائية .
ولايجوز أن نعزل الأقلام النسائية عن الأقلام الرجالية . فالرجل والمراة لديهما الكفأءة في طرح وتناول مختلف القضايا العامة والخاصة ، وكما هما في الحياة مكملان لبعضهما البعض ، هكذا هما في طرح الرأي ومناقشته .
ولو طرحنا أمثلة لبعض المجلات المتخصصة في غالبيتها لمناقشة قضايا المراة واحتياجاتها ، لوجدنا أن هناك أقلاما رجالية مشاركة في الطرح والمناقشة ، وهناك مشاركة رجالية أخرى في الإخراج ومتابعة وملاحقة الخبر .
وإن تتبعنا بعض الموضوعات لوجدناها مشتركة بين الرجل والمرأة .
نأخد مثالا على ذلك : مجلة سيدتي والتي تصدر في لندن ، وكذلك مجلة زهرة الخليج الإماراتية ، ومجلة المجالس الكويتية ، وسابقا مجلة ندى القطرية . فهناك وضوح في المشاركة ، والتي تدلل على أن الصحافة لايمكن أن تكون نسائية أو رجالية ... بل هما الإثنان عنصران مكملان لبعضهما البعض في كل عمل صحفي ، والخلل إنما يتأتى في عدم مشاركتهما .
ونتمنى لأقلامنا النسائية أن تكون أقلاما حرة في طرح الرأي .. متميزة بالصدق ، وذات هدف ومبدأ ، وألا تحدد لها إطارا لايمكن لها تخطيه . فكل المواضيع مطروحة للمناقشة ، ومن تجد في قلمها القدرة على المشاركة ، فلا تتردد كون هذا الأمر يخص الرجال وذاك يخص النساء . فالحياة معترك للطرفين
وفق الله الجميع لما فيه رفعة المجتمع والوطن .
*********************************************

No comments: