Monday 6 December 2010

أمن منطقتنا .. المطلب الملح والعاجل


الأيام ماضية في دورتها ... وهاهو يوم جديد يلتقي فيه زعماء مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم السنوي ... وحالنا كعرب مازال متراوحا مكانه لذا من قديمنا الجديد هذا المقال المنشور في يوم الأحد 19 ذو القعدة 1427.. الموافق للعاشر من ديسمبر 2006م في الراية القطرية ...
- أمن منطقتنا.. المطلب الملح والعاجل 
لانتكلم بصفتنا محللين أو ناقدين، بل بصفتنا الشعبية كمواطنيين.. فبحكم التواصل الاجتماعي نسمع الكثير، ونتناقش حول مسائل ومشاهد وصور مرت عبر مسيرة مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه في الخامس والعشرين من مايو لسنة 1981م إبان اشتعال الحرب بين العراق وإيران،، وتغنينا بهذا الإنجاز وحلمنا مع الحالمين بوطن واحد وقدرة وصمود أمام مايحاك ضدّ منطقتنا العربية عموما والخليجية علي وجه الخصوص بالرغم من يقيننا السابق علي هذا التأسيس بوحدة النسيج الخليجي، فخليجنا واحد وشعبنا واحد حقيقية يترجمها واقع الأرض والشعب فالخليج نسيج متكامل متراص متاحب وطبيعته الديمغرافية واحدة متواصلة بوشائج قربي ونسب ومصالح متشابكة ووحدته سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ليس بالحلم البعيد المنال بل هو الواقع الذي يحتاج لإرادة سياسية فاعلة تجعل منه مثالاً للوحدة التي ينشدها الشعوب ... وهذه أوروبا التي توحدت رغم الاختلافات الكبيرة في اللغة والمعتقد والتوجهات بالإضافة لتاريخ مليء بالصراعات الدموية مثالاً حياً يؤكد بأن وحدة العرب جميعاً ليست بالأمر الصعب إن حسنت النوايا والتوجهات فكيف بهذه المنطقة المتوحدة بطبيعتها ولا تحتاج لتفعيل هذا الأمر إلاً للإرادة السياسية التي نعوّل علي صدق نواياها في الحفاظ علي أمن وأمان منطقتنا خاصة وأن الوضع الراهن والمحيط بجزيرتنا العربية مقلق ومخيف من حيث الصراعات المحيطة به والتي أخذت بالتنامي علي عكس مايتمني المرء فالأمر إذن يحتاج لمراجعة دقيقة ومتأنية لمسيرة المجلس بدوله الست والتي حباها الله بنعم وفيرة تحتاج للحمد والشكر فالنعمة زوالة وشكرها يعني الحفاظ عليها والاستفادة منها في بناء الوطن وتنمية المجتمع وعلي كل المستويات فالمسألة لاتحتاج لإطعام جياع أو لترفيه أفراد بل المطلب الملح والعاجل هو توفير البيئة الآمنة الصالحة للعطاء والنماء مما يوفر للمواطن مستوي عالياً من النضج السياسي والاجتماعي والثقافي بالإضافة للمستوي المعيشي الرفيع ولايمكن تفعيل دور المواطن إلاّمن خلال مشاركته في الرؤي والتطلعات وفتح مسارات العمل والإنتاج بفرص متساوية ليتسني للجميع خدمة الوطن في ظل بيئة آمنة مستقرة ومجتمع نظيف مطهر من الفساد وتداعياته وشخوصه فالفساد هو الوباء الذي ينخر في الجسد من الداخل فيفقده مناعته وقدرته علي الصمود فيتهاوي في لحظة يصعب علي القمة فيه معالجة الخلل الذي يصيب القاعدة وفي هذا الموضع يكون المقتل فالإعداد لايكون بمسميات وشكليات تتهاوي عند أول اختبار، وقد ثبت بالتجربة أن الدروع الورقية لاتحمي وطناً ولامواطناً،، وطريق المنعة والسيادة لابد أن تتوافر له آليات تحريك ووسائل تمنحه الصمود والقوة الرادعة، فالعالم اليوم تتحكم به مزاجات سياسية أودت به للهلاك وصورة العراق ماثلة أمامنا وقبله فلسطين والتي ظن البعض أنها بعيدة وماعلينا سوي مدها بالمال والكثير من العواطف مع العلم أن مثل تلك القضايا تحتاج للمواقف السياسية الصادقة الشفافة الواضحة ابتداء... فإن يصل المال لقوى فاسدة تتنعم به بينما يعاني المواطن العادي الموت والقتل علي يد محتل فاجر لايرحم لايعني إبراء للذمة، ومافعله العرب عموما تجاه فلسطين شابه الكثير من اللغط والضعف في المواقف وما يؤكد صحة هذا الأمر من خطئه ماوصل له حال الأمة فأساس مصيبتنا اليوم هو المعالجة الخاطئة لقضية واضحة وحق ساطع كالشمس ،، فالنظر في قضية فلسطين شابه الكثير من قصور الفكر وخالطه الفساد الذي وصل بالأمة لاحتلال العراق بعد أن وصمت تلك الأمة بالإرهاب وهي أبعد ماتكون منه،، فالعرب لايملكون سلاحاًً نووياً يرهبون به أحد ولايحتلون أراضي للغير يساومونهم عليها بل هم طلاب حق وعليهم يقع الإرهاب والظلم بل الاحتلال والحرب ومن واجبهم الدفاع عن أراضيهم ودينهم ومكتسباتهم ولكن هناك من يسوق لمثل هذه التهمة الإرهابية ويبرر الاحتلال بل ويشفع له في أفعاله الإجرامية مدعياً إنها ضريبة للديمقراطية والحرية بينما الواقع يثبت عكس ذلك، وهكذا هو الفساد يتصور بصور متعددة و يتنقل علي كل المستويات وهو يتجسد من خلال الشخوص سواء علي جانب الفكر أوالعمل <> وبمنطق سلس وسهل ولايحتمل التفسيرات العديدة نقول أن الإنسان لكي يفكر ،يعمل ، ينتج ويتطور يحتاج لبيئة مستقرة نظيفة آمنة فالأمن صمام الإعمار لهذه الأرض وبعكسه يكون دمارها ،، والفكر السليم لايكون تحت وقع الشروط والإملاءات،، لذا الرسالة المهمة واللازمة والعاجلة والتي لابد من تبنيها في قمة جابر(رحمه الله) والتي نأمل أن تكون القمة التي تجبر فيها العثرات الكثيرة التي مرت بالمسيرة تتضمن أمرين مهمين علي المستوي الخارجي والداخلي فأما الداخلي منه فهو القضاء علي الفساد من خلال المتابعه والمحاسبه للشخوص الممثلين له بأسلوب عفا الله عما سلف لايكون علي حساب الشعوب فالمال العام أضحي مشاعاً يغرف منه من يغرف والأهداف السامية للمؤسسات وفي الغالب منها أضحت صوراً شكلية يتلاعب المتلاعبون من خلالها بالجهد والمال دون نتيجة فاعلة تخدم الفئة المستهدفة ومن هنا تتولد الأحقاد والتصادمات عدا ما تمثله تلك الصور الفاسدة من إحباطات تشل قدرات الفكر والعطاء خاصة وأنها أضحت حوائط يصعب اختراقها وما ذلك إلاً بغفلة من المسؤولين واللذين تقع عليهم أمانة عظيمة ومسؤولية لاتقارن بغيرها في حفظ الوطن وحقوق المواطنه من ضرر تلك الصور المتحركة العاملة علي تشويه المبادئ والقيم بل وتشويه صورة المسؤولين عن اختيارهم والذين لاتعفيهم الغفلة عن اللوم فالمتابعة والمحاسبة واجب وطني يحفظ للوطن والمواطن استقراره ورفعته وفي معالجة هذا الأمر معالجة لكثير من الأمور المترتبة عليه،، أما علي المستوي الخارجي فالمواطن الخليجي لن يقبل بعد اليوم تبريرات واهية للعجز تجاه تحصين المنطقة فأمن المنطقة أمانة في رقاب القادة ومسؤولية تضامنية توجب عليهم التآخي والتواصل ومعالجة أية أمور عالقة بتعقل وحب وتسامح فهم أصحاب القرار أولا وأخيرا ولانرغب بتكرار المشهد المأساوي عندما غزا النظام العراقي الكويت والتي صحونا منها علي غفلة طويلة من الثقة اللامتناهية وإذ بنا نصطدم بكوننا منطقة مكشوفة بلا عدة ولاعتاد فقط أموال ضخت لصالح عدو تلاعب بنا تحت مسمي الصديق المدافع وفرض علينا واقعاً لم نكن نرغبه أو نطمح إليه وفي غيبوبة خارج زمن الفكر أضحي حامي حمي البوابة الشرقية هو العدو وهاهي السنون تمر والحقائق المرة تصطدم بنا واحدة بعد الأخري وتتكشف لنا استراتيجيات العدو المتلبس ثوب الصديق ونتأكد من كوننا أمة بلا استراتيجية أمنية بل مجرد اعتماد علي الآخر الذي يضر أكثر مما ينفع مع العلم أن هذا الآخر يحتاج لنا كما نحتاج له وبقليل من التروي وبكثير من التلاحم ونبذ الخلافات وتوحيد الرؤي وتحديد الاستراتيجية سنحول هذا الآخر إلي صديق بالفعل يتعاون ويتشارك معنا فيما يخدم مصالح الطرفين... وعليه فلابد أن نمد اليد للسلام بينما الرؤوس مرفوعة وأن يكون الحوار علي أسس من الوضوح وألا ّ تهمش ورقة الشعوب فهي القوة المساندة للقادة خاصة وأن الضربات من حولنا قد لامست الخاصرة وليس من السهل إدارة الظهر لها أوتجاهل ما يجري علي حدودنا ومقابلته ببيانات وشعارات لايمكن تفعيلها ،، فالأرض تشتعل من حولنا والقلق أضحي محاصراً لنا ، فهناك فلسطين تختنق بفعل الحصار والحرب الصهيونية والعرب وإن لم يرغبوا مشاركين في هذا الحصار وتلك الحرب من حيث السكوت والتهاون والتخاذل في بعض المواقف حتي وإن كانت هناك مواقف مشرفة حقاً من حيث التأكيد علي الرغبة في نصرة هذا الشعب وقد تمثل ذلك باستقبال سمو أمير دولتنا قطر لرئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية لدي نزوله من الطائرة فكم أفرحتنا تلك الخطوة التي أشعرتنا بقرب هذا الأمير الشاب من فكرنا وتطلعاتنا وقد أكمل هذا الدعم المعنوي بدعم مادي صادق في التوجهات حيث تعهد بدفع رواتب موظفي الحقلين التعليمي والصحي وهما عماد المجتمع الفلسطيني ،، إنه فعلاً الموقف الذي يشكر عليه الرجال وعلي قدر أهل العزم تأتي العزائم ،، أما العراق فمحنته تشكل مأساة جديدة ومروعة تنذر بالخطر الذي يتهدد هذه المنطقة الآمنة فرؤوس الفتنة تلعق من دماء العراقيين دون رادع خاصة وأن الاحتلال يمارس ذات الفعل بحجة محاربة من يقاومه من أصحاب الأرض ياله من فجور وطغيان يصعب توصيفه ،، وليس ببعيد عنا مايدور في السودان والصومال وهاهي لبنان تقف علي قدم وساق،، وضع صعب موجع ومروع يستدعي الانتباه ويوجب الحذر وضرورة الاحتياط لما يفرزه من تداعيات علي منطقتنا لذا لابد من المسارعة ببذل الخطي علي طريق التعاون الجاد والصادق مع الأخوة العرب في سبيل إطفاء هذه الحرائق ولابد من وضع النقاط علي الحروف لمن نسميهم بالأصدقاء فالصداقة لاتترجم بالحروب والإملاءات والشروط ... وليوفق الله قادتنا للخير أينما يكون وليحفظ بلادنا العربية والإسلامية آمنة مطمئنة وليحفظ سائر بلاد العالمين فنحن جميعا نتحدر من أصل واحد ولكن هو الشر الذي يفرق ولايجمع فاللهم أعذنا من الأشرار وفعلهم ورد كيد الحاقدين الحاسدين إلي نحورهم .

****************************************



No comments: