Wednesday 2 February 2011

حتى لانتوه بخطواتنا

حتى لانتوه بخطواتنا

المشهد الماثل يطغى عليه المشهد المصري بلا منازع ... مشهد يقف له العالم إجلالا وتقديرا لأنه يكشف الغطاء عن المعدن الحقيقي لهذا الشعب ... لتتنحى الفئة التابعة لمن غلب ... ولتتبدى فئة خير أجناد الله على الأرض ... الحق اليوم واضح ولاخيار فأما مع الحق وإما مع الباطل ومابينهما سراب ... من خلال هذا المشهد يُكتب تاريخ جديد بيد أبطال مصر بعد أن شرًعت الثورة التونسية الأبواب متحدية الظلم بكسر حاجز الخوف ... وبما أن مصر هي قلبنا النابض فلنا الحق كل الحق أن نعلن وبعلو الصوت نحن شعب الخليج مع من نقف ... مع مصر بغالبية الشعب أم مع الرئيس .. مع الأقلية من منتفعين وخائفين ومنافقين وربما آخرين مضغوطين بظروف قاهرة والعذر مقبول إلاّ من المنافقين والوصوليين المنتفعين  أومع المطالبين بمطالبهم المشروعة والتي ساندها الجيش ... ونحن كعرب عموما نتبين حقائق ونؤكد على دلائل ونفند وقائع ونستمع للصوت المعارض قبل غيره لنتبين موضع القدم ... ولن نتراجع عن كلمة الحق التي ثبتت بالقرائن والأدلة فهناك  أمور واضحة عيانا بيانا وهناك بعض من الأمور تحتاج منا إلى نقاش ومن خلال المشهد المصري  ذاته ... نصر الله مصر وشعبها على كل من نوى بها سوء ... وبداية نسجل بأن
  • ·        الكاتب اليوم لايكتب تحليلا بقدر مايسجل ويوثق ... فالسمع والبصر في مثل هذه الأحداث وفي ظل تلك الثورة في المعلومات يسبقان القلم ... والأحداث تلاحق المشاهد أكثر مما يلاحقها ...
  • ·        إشكالية الكثير منا هو الخلط مابين الوطن والحاكم بحيث يتماهى الحاكم في الوطن حتى يطغى بصورته عليه لتجد الوعي السياسي وقد إختل إن لم يكن معدوما من الأصل ... ومن الجهل أن تتلاشى قيمة الوطن بشخص الحاكم حيث نجد القبول بصمت الحاكم فيما إذا تم الإعتداء على الوطن بأي صورة أوشكل كما حدث في كثير من الحوادث التي قتل فيها االمواطنون أوسُممت بها أراضيهم أو تخلخل الفساد في خدمات المواطن ... لنجد الصمت دلالة على القبول والرضى  بثرثرة الإعلام وطنطنته للحاكم الفرد هذه الفئة القليلة لاتقتصر على وطن عربي دون آخر بل هي متواجدة وبصوت عال ... بل تجدهم ينبرون لمن يدلل على الصواب ويتوخى الحرص على الحقيقة ليكن الهجوم عليه من خلال الطعن في وطنيتة  حيث أن معيار الوطنية - الهتاف للحاكم بإعتباره الرمز والوطن معا -  بل وتحويل الإخفاقات وسرقة المال العام إلى بناء وإنجازات وإلاّ فالتهمة جاهزة – التطاول على الرموز والطعن في الوطنية – فالوطنية ماهي سوى شعارات تمجد الحاكم وتتغزل بخطواته وتترنم بكلماته وتحلل حروفه لتنسج منها خيوطا من ذهب ...  هذا هو الحال لوضعنا المائل ... متناسين أن العلاقة مابين الحاكم وشعبه  يحكمه عقد إجتماعي يعمل من خلاله الحاكم في خدمة الوطن بمكوناته ليكن الشعب عونا له فيما حالفه الصواب وردعا له فيما جانبه الحق ... تلك هي العلاقة مابين طرفي الشعب والحاكم ... وتظل الغلبة للشعب لكونه يمثل الأغلبية من حيث عقد الشراكة المجتمعية فيما بين الطرفين ... لذا علينا أن نتبين بان الخلط مابين مفهوم الوطن ومفهوم الحاكم خطأ لابد من تداركه حتى لانجهل قيمة الأوطان  ونغلب مصلحة الفرد الحاكم ... فالحاكم راع للوطن وللشعب بحكم هذا العقد فإن أخل به كان للشعب الحق بالتخلي عنه وعليه تترتب مسؤولية هذا النقض ...
  • ·        عندما يقصي البعض من العرب رأي عربي آخر فيما يحدث على أي بقعة من أرضنا العربية فهذا يعني بأنه غافل غير واع بكون السفينة التي تحملنا واحدة  ... إن غرقت ، غرقت بالجميع وإن نجت كانت النجاة للجميع ... وحتى لاتضيع البوصلة فالوطن العربي له مثلث ضامن لصعوده كما هو حال الإنحدار ، هذا المثلث تتحدد أضلاعه بثلاث دول هي مصر وسوريا والسعودية  .. ولذا يترتب على أي حدث وعلى أي جزء من هذا المثلث نتيجة مشكلة لحاضر ومستقبل هذا الوطن العربي الكبير  ،، وتظل مصر أهم ضلع في هذا المثلث فإن صلح القلب تعافت الأعضاء والأطراف ... ولا داع للمزايدة على بعضنا البعض ،،، ومن لديه رأي أو حقيقة فليتفضل بالطرح وفضاء الرأي واسع وليس هناك إقصاء لأحد...,
  • ·        إقصاء فضائية الجزيرة عن البث في مصر لم يقصد بها العرب ... بل المقصود السيطرة على وعي المواطن المصري من حيث الرغبة بتوجيهه للفضائيات المصرية ذات التوجه الأوحد – مع الرئيس - وعلى حساب الوطن ،، وإن كان التغني بإسم الوطن ... أما المشاهد العربي فيتابع جميع القنوات ومنها الفضائيات المصرية على شمولها ... ومن خلال تلك الرؤية نتمكن كعرب أحرار من أي توجه سياسي أو حزبي  من الحكم السليم  ... ولسوء حظ النظام المصري تعملقت الجزيرة من جديد فهي من إمتلكت عقل المشاهد ... ومعها بعض الفضائيات العربية الأخرى والتي أجادت في فن التعاطي مع المتابع  فإمتلكت القدرة على الكسب لكونها خاطبت العقل والعاطفة معا  ، وفي مثل هذه الأوضاع الثورية الشعبية لابد من حضور العاطفة ولكن الحكم إن لم يكن للعقل فيحتاج الأمر حينئذ مراجعة العاطفة حفظا للوطن ... ومن لاينتخي لوطنه وعقيدته وشعبه فلا وطنية له ...
  • ·        قطع الإتصالات بكافة أشكالها ... ووقف القطارات وتعطيل الخدمات ... وسحب رجال الأمن والشرطة من الطرقات لدليل صارخ على الإستهتار بالشعب وبإحتياجاته ... وعندما يستهتر الحاكم بإحتياجات شعبه يفقد حق الرعاية لثبوت عدم أهليته للقيام بواجبه تجاههم وهذا مافعله رئيس الشعب المصري العظيم برجاله ونسائه وشبابه ... ومن يؤيد بقائه يؤيد فعله وهوبهذا يحاكيه في ضرب مصالح الشعب بالحائط المسدود ... وحينئذ لامفر من إرتداد الضربة عليه بالوجع بل والنفي لكونه خذل أخوته  مستهترا بتقدم مسيرة الوطن هذا من جانب ومن جانب آخر في تأييده  للنظام ممثلا بالرئيس نصرة للظلم والإستقواء بالأعداء ،، ومعاداة للشعب بمطالبه المشروعة  - الإصلاح  ، الحرية ، العدالة والمساواة – مبادئ لابد من تحققها على يد أي حاكم على وجه الأرض وإلاّ فقد مشروعية منصبه ...
  • ·        الوطنية عطاء بصدق ... الوطنية الا ينسى الغني حق الفقير ... الوطنية ألا نصطف ضد بعضنا البعض ... الوطنية أن نتعاون على البر والتقوى لاعلى الإثم والعدوان ... ورأس الوطنية أن يعمل الحاكم على خدمة الشعب وحماية الوطن وأن لاتسال قطرة دم واحدة بقرار منه ... ومن تسيل دماء شعبه على يده حتما ظالم بل وأفكاك فإن أراد العفو فليتوب لربه أولا ويعود لخدمة شعبه ثانيا تائبا غير عائد للذنب مصححا لما مضى عاملا على تكفير الذنب برد المظالم فأين منا هذا ... ويكفينا مايفعله الرئيس حسني مبارك من فتنة على أرض مصر وبشعب مصر حماهما الله ... وبدون مصر لاقائمة لنا فهي القلب إن صلح صلح الجسد كله ... فلا تسل عن الأطراف مادام القلب مريضا ...
  • ·        سحب رجال الشرطة والأمن من الشوارع ،، وترك مهمة حفظ الأمن للجيش مع نشر البلطجية من أعوان النظام وغيره من المتنذفين مع غيرهم من شذاذ المجتمع ، تصرف فيه قول كثير ، ولايخلو الأمر من بعض النوايا الخبيثة ونأمل ألا يكون في ذلك نية مبيتتة لتوريط الجيش فيما لاتحمد عقباه ... ومايحدث اليوم مابين غالبية الشعب الثائر وتلك المظاهرات العكسية التي حركت ليلة البارحة فقط بتخطيط هادف لضرب الهبة الجمعية لإسقاط نظام فاسد باطل  ، لدلالة ظاهرة بما لايقبل الشك على من يحاول نشر الفوضى الهدّامة والتي نادت بها كوندليزا رايس في خطابها الشهير مجملة لمضمونها الخبيث بإسم – الفوضى الخلاقة - ... وبهذا يثبت النظام  من هو العامل على تنفيذ  تلك الأجندات الأجنبية ،، الشعب أم من يناهض الشعب ...
  • ·        عندما ينسحب الجيش من خطوط التماس ويدع لأزلام النظام الدخول بخيولهم وجمالهم للتعدي على المتظاهرين يثور الجدل ويتخوف المرء من أمور عديدة ،، ويحق له التساؤل ... لمصلحة من ينسحب ... وباي حق يغلب فئة على أخرى ... نرجو على الجيش المصري أن  يعلي رايته  كما كان دائما وسيظل بإذن الله  ... بلطجية النظام بطاقاتهم تفضحهم فضيحة علنية على شاشات الفضاء ... وإذا لم تستحي فاصنع ماشئت ... أما إذا فقدت إيمانك فاقتل من شئت ... والعبرة بالخواتيم ومن يقتل يُقتل ولو بعد حين ... وعيب على اي زعيم عربي تأييد هذا النظام أو معاونته على الإضرار بالشعب المصري العظيم ... عار عليكم هذا الموقف السلبي للبعض والداعم للبعض الآخر فالحقيقة بينة لاتحتاج دليل  .. وحجة الضعيف ضعيفة هي الأخرى ...
  • ·        يبدو أن النظام المصري أسقط بيده ولم يبقى سوى ترويع ...  قهر .. تجويع .. قتل الشعب المصري ليبقى هو على رأس السلطة خاصة وأن الجيش يدعوا الشعب للدفاع عن نفسه لكونه باق على الحياد ... فليس من مهمته تنظيم الأمر ... ولكن للضرورات أحكام وعند الضرورات تسقط المحرمات ونأمل ألا يشوه مبارك صورة الجيش المصري ففي هذا ظلم وأي ظلم  ... فاللهم إنصر الحق ... وبقلوب مؤمنة نثق بقدرة الله وأنه أكبر من أي كبير ... وماالنصر سوى صبر ساعة ... والباطل زاهق وإن طال مداه والحق منتصر ... والساعة قائمة على شرار الخلق فاللهم إرحم المؤمنيين برحمتك وإنصر الحق أينما كان ... 
  • تحويل الشارع المصري إلى ساحة وغى مابين كر وفر ما بين مواطنيين ومايترتب على ذلك من هرج ومرج  جريمة حرب يتحمل تبعاتها هذا النظام الفاسد ...ولامفر من  محاسبته عليها  وإن كره الخانعون المتخاذلون ...
    • ·        الدور الآن على الجيش المصري ،، فإما أن يحسم الأمر لصالح الوطن والشعب ...وإما أن يعاون حسني على بيع مصر وشعبها بثمن بخس ... وحينئذ لاسمح الله فالطوفان قادم ... فياجيش مصر العظيم صحح الوضع وناصر الحق بنصرة الشعب على الفرد وبذلك تحقن الدماء وتصون العرض وتحمي الأرض ... ومن ثم عد لدورك في حماية الحدود ... هذا مايقول به العقل والمنطق ...
       
    ***********************************

    No comments: