Tuesday 1 February 2011

... لأنه ببساطة لايفهم ولن يفهم ...

لم يفهم حتى هذه اللحظة ... لأنه ببساطة لا يفهم ولن يفهم ...

عندما خرج رئيس تونس المخلوع مخاطبا الشعب قائلا – الآن فهمتكم .. نعم فهمت – وماكانت تلك الكلمات إلاّ لحظة ضعف أمام هبة حق منتفضة لاتخشى العواقب .. ومانطق بها إلاّ إمتصاصا للغضب وإستدراجا للثورة ضدّ الظلم ... لأن الفهم الذي يعنيه كان سابقا للثورة وليس لاحقا لها ولكن هو الإعتراف بالحقيقة وإن كان متأخرا ... لذا لم تقبل منه تلك العبارة وفي كلتا  الحالتين صدق بها أو كذب وماكان صادقا ...
أما في خطاب رئيس الشعب المصري العظيم ليلة البارحة للأول من فبراير من سنة 2011م  فالحال مختلف تماما فقد بدا في واد آخر لاعلاقة له بما ينادي به الشعب ،، بل وظهر متحديا ومتأكدا من كونه باق لايزول ، بل وهو منفردا من يحاسب ومن يقرر ومن ينتقم ولم يفهم ماحدث بالأمس كما هو حاله طوال العقود الماضية ... ولن يفهم غدا فقدراته أقل من أن تعينه على الفهم  فهو على شاكلة من يعيش ليأكل لامن يأكل ليعيش ... وهكذا وجد به المتخاذلون ضالتهم حين هوى من منصبه نائبا – لابيهش ولابينش – وهكذا بمقتل السادات إنتقلت الرئاسة لمن لايستحقها وظلت تراوح مكانها وكأن مصر خلت من الرجال ،، وكم أعيت الحماقة من يداويها ... تعب الشعب المصري... نعم تعب من مداوة هذا الرئيس حتى طفح به الكيل وفاض الزبد وثارت النخبة محركة جموع الملايين في ثورة بيضاء سلمية لم يلوثها سوى رجال الحماقة ممن تربوا على يد رئيسهم ... وتابعنا كيف كانت معالجتهم للمظاهرات ماقبل الثورة وخلالها كانوا وحوشا لابشر ... أعداء لاأخوة .. غرباء لامواطنين ... همهم خدمة الرئيس ومن حوله وشعارهم - يموت الشعب ويبقى الرئيس -   وثار العجب كيف دربوا ....  كيف إمتص نظام الرئيس الفاسد معاني الأخوة ، النخوة ، الكرامة وقس على ذلك من دمائهم ... هذا هو رئيس مصر حسني مبارك ورجال العصي والهروات حمق لايفهمون ،، ومن ورائهم خبثاء يخططون ويستفيدون ويمالئون ويهادنون عدو فاجر على حساب الشعب ومصلحة الوطن ... لم يفهم ولن يفهم هكذا قال في خطابه الذي طبلت له فضائيات مصر الخاصة قبل العامة ياللعار  ... بدا مستهترا بثورة شعبه وبالدماء الطاهره التي سالت بناء على أوامره ولم يظهر حرصا على مصر وطنا وشعبا بل أعلن تشبثه بسلطته إلى آخر يوم من ولايته والتي ربما تطول إلى آخر يوم في عمره ... وكما يناشد المتخاذلون اليوم بقبول بقاء مبارك حتى نهاية ولايته مضفين عليه صفات ليس هو بأهل لها سيعاودون التطبيل لإحترام الأيام المتبقية من عمره ... والرحمة به كرجل مسن وأيامه معدودة مع العلم أن عمر الإنسان بيد الله وليس بعدد السنين وهناك من ظل في الحكم لأرذل العمر وصولا لمرحلة – الحفاظات – كالطفل لأن هناك من ينتفع على حساب الوطن والشعب ...
ليخف الله ويخشاه من يطبل لهذا النظام ... ويستهتر معه بالدماء الطاهرة التي تظاهرت بداية مطالبة بالإصلاح  - من يقول الآن ببقاء الرئيس فما هو سوى ممارسا لإسلوب إلتفافي مرسوم له خط التراجع والتلاعب بهذه الملايين التي خرجت ... لم تكن ثمانية ملايين بل وراء كل شخص عشرة من أفراد أسرته ممن يحمي حمى مصر ويذود عصابات النظام عن التعدي على الممتلكات الخاصة والعامة ... نعم هناك رافد لتلك الملايين التي تقف في الميادين مضحية بكل شيء في سبيل هذا الوطن الذي بدأ يئن من الوجع وبوادر فتنة تشتعل به من وراء الستار ومن حوله تتفكك الدول وتتناغم الدسائس والمصائد ... لم يذل حسني مبارك الشعب المصري فقط بل أذل الشعب العربي عامة ... لايقبل المصري حكما يذله ولكنه صبر وأتاح له الفرصة تلو الهدنة ولكنه ببساطة لايفهم ولن يفهم ...
الشعب المصري تحمل الوجع والهم بإسلوبه الساخر ونكتته الموجعة وإن رسمت الإبتسام وقد رفعت اللافتات شعارات وكلمات كان الشعب العربي بعمومه يسمعها ويرددها وهناك لافته لمتظاهرين يرفضون بقاء-  البقرة الضاحكة – هكذا كتب الوصف ولم يكن جديدا وهناك من ردد – إنت فين ياعلي ... حسني بيدور عليك ... -  وهناك ألفاظ أصعب في وقعها ومعناها فإلى متى ينتظر ... لن يبقيه مسؤول السي آي إيه الذي يجوب المنطقة ليرسم الخطط ولاالمبعوث الأمريكي الذي يريد إنتقال آمن للسلطة ... فالإنتقال الآمن هو مايطالب به الشعب المصري ولكن هذا العناد ... وهو ماسيحرف مسار المطالبة إلى محاكمة الرئيس وليس رحيله وشتان بين الأمرين ...
السيد حسني مبارك فقد الشرعية في تحديه للشعب وإصراره على حكم من لايقبل به حاكما ولن يستفيد من هذه الآله الإعلامية التي فشلت في تغطية خلاف مابين مشجعي مباراة كرة قدم ،، وستفشل حتما في تحدي الشعب ... سقط الكثير من الإعلاميين مع فضائياتهم وبدو على حقيقتهم منافقين متملقين وأكثرهم حظا خائفين مترددين عاجزين مع أن الشعب بعامته يدير الوطن وسقطوا حتى عندما إستضافوا مجموعة من الشباب الواعي ،، والذي فاق المذيعين والمداخلين ذكاء ومنطقا ... ولكن يظل هو الجهل والغرور من يحرك هؤلاء فعندما يقول الدكتور مصطفى الفقي – بأن الرئيس المصري عنيد ولديه كرامه – يتبين مدى الجهل فالعناد أمام الشعب حماقة مابعدها حماقة ... أما الكرامة فهي أبعد ماتكون على من يذل نفسه من أجل مكاسب السلطة لاخدمة الوطن فهو من سخر الشعب والوطن لخدمته ... الشعب المصري اكبر من أن يحكم بأحمق يعتبر الشرطة والشعب عبيدا منخرطين في خدمته بإعتبار أنه رمز الوطن بينما الحاكم هو من يخدم الوطن لا الوطن خادما له ... حتى شعاراته خائبة مثله وهو اليوم يعود لشعار – الشرطة في خدمة الشعب – بعد أن ثبت أنهم جلاديه وبلطجيته ... ياللعار لقد أهان الشعب ولم يعتبر بوطن يختنق بأمثاله ...
سقط الرئيس وشرطته وإعلامه وستتتبدى الحقائق قريبا وسيتراجع المتخاذلون وسيقولون بعكس مايرددون اليوم ولكن ماإنكسر لن يلتئم كما كان ... هذا إن تمكن البعض من ترميم ماتكسر منه  ...
حقيقة ليس للكلام من معنى وسط هذا التدفق الإعلامي المتراكم ولكن للتاريخ نسجل مشاهد وكلمات ونقف مع شعب مصر داعين له بالنصر ... كاشفين معه الصورة وكما قال أحد المتظاهرين البسطاء في لبنان – تعبنا ، هجرنا ، نكدح ليل نهار وفي النهاية نسمع رئيسكم خائن وذليل – يقول بأعلى صوت – قهرنا .. جوعنا .. وأذلنا – هذا هو رئيس مصر ببساطة ...
لن يعرف الخجل أوالتراجع لأنه ببساطة لايفهم ولن يفهم ... ولكن عندما يعي الخبثاء الحقيقة سوف يُسحب من يده ليخرج ذليلا ...  إن لم يسبق الشعب ويقرر سحبه مباشرة ... ولن ننتظر منه تراجع أو إعتراف بالذنب .. لأنه ببساطة لايفهم ولن يفهم ...
يتوعد بمحاسبة المتسببين ، المخربين ، ناشري الفوضى ولن يفعل لهم شيئا لأنهم رجاله ولكنه يتوعد الثائرين على الظلم لأنه ببساطة هو الظالم ...
يقول بانه لن يترشح لولاية ثانية مع أنه كان يعد العدة لها ... يقول أنه لم يسعى للبقاء في السلطة طوال الفترة مع أنه عدل الدستور ليبقى متحكما بها ... يقول أنه يحرص على الوطن مع أنه من يبيعه ... وهاهو يردد كلمات أكبر من مستوى قدراته لأنه ببساطة لايفهم ولن يفهم ... يتحدث عن الشرعية وهو من أبطل مفعولها ، وعمل على تهريب  أهله ومن إستفاد من غنيتمه ليؤمن لهم العودة على جماجم الشعب وأرضية الدماء في سبيل بقاءه ... إنه يصر على البقاء لأنه ببساطة أحمق ... فكيف يحكم الشعب فرد لايفهم بل وأحمق ... ألا يرى تلك الفوضى التي يعمل عليها رجاله حيث إنسحبوا من ضبط الشارع ليظل الشارع صامدا في ضبطهم فهالهم الموقف وفي محاولة للإلتفاف فتحوا السجون وفي هذا تدبير لبداية النهاية لهذا النظام الفاسد ...
وكلنا أمل بقيادة مصرية عربية ترفع راية الحق لتقودنا جميعا كعرب لأننا بدون القلب لن نرفع الرأس فلينصر الله رجال وشباب ونساء مصر لنضع اليد باليد ونرفع نحن العرب الراس فخورين بعروبتنا يحركنا إيماننا بحقنا في حكم أوطاننا ...
والدور اليوم على جيش مصر ... ولن ينفع الحياد فهذا النظام فاسد .. فاسد .. فاسد ، بل وفاجر ويترأسه أحمق وهرم لايعرف موضع قدمه لأنه ببساطة لايفهم ولن يفهم ...
الشعب يريد إسقاط الرئيس .. الشعب يريد إسقاط النظام ... تطورا إلى الشعب يريد محاكمة الرئيس ... نعم اليوم وبعد خطاب العناد ، الإستهتار والتحدي لابد من محاكمة الحماقة عامة وعلى راسها هذا الرئيس الذي أذل المصريين بل والعرب جميعا لأنه ببساطة لايفهم ولن يفهم ...
جيش مصر العظيم أنت من أعطيت الشعب الأمان فليتحرك الشعب في مسيرته وليحمي مجالسه النيابية بسياج من أجساده ليمنع المتخاذلين والمنافقين من تلويثها وليكن سياج آخر للقبض على الرئيس ليحاسب أمام الشعب في محاكمة عادلة تكشف للعرب جميعا ماخفي من وثائق ودسائس ... وكما كشفت وثائق ويكي ليكس ... ووثائق الجزيرة ...
وثائق مصر ستكون هي الحامية المانعة لمزيد من الإنهيار فلنسمع من هذا الرئيس ما نستطيع في محاكمته ... نعم حاكموه وإحرصوا على أن يعيش حتى تتمكنوا منه ... ومن هو مثله لايحتاج إلى عناء في سحب الإعترافات ،، فقط سؤال واحد لتتواصل الإجابات عن كل الأسئلة هذا هو ديدن الرئيس ما أن يفتح فمه فلن يغلقه إلاّ بوضع اليد عليه ،، هكذا يقول كل من يعرفه ... ومن لايراعي الله في شعبه قليل عليه الوقوف أمامه ليعترف ...فقط يعترف ... وسيعترف بكل ماخفي  - مايقال ومالا يقال - لأنه ببساطه لايفهم ولن يفهم  ...
إن هذا العناد الذي يعتبره د. مصطفى الفقي  وغيره ميزة ،، ماهو إلا عيب لصيق بالرئيس ... فالعناد في كل الأحوال جهل وحماقة ،، بل بهذا الوصف بدا الرئيس أشبه مايكون بطفل صغير يحطم لعبته عند غضبه عنادا وجهلا ولكن تشفع له طفولته ... سهل هو تعويض اللعبة ... أما حسني مبارك فملهاته التي يفاخر بعناده عليها ماهي سوى الوطن ... وماهي الأوطان بملهاة لصغار العقول ... ممن يستفز الشعب ويهدده ويتحداه وكأنه يقول - باق وإن فنى الوطن - ولكن هذا ليس بغريب عليه لأنه ببساطة لايفهم ولن يفهم ...  
اللهم إحفظ مصر أرضا وشعبا وقيادات فاهمة قادرة على المضي بمصر إلى بر الأمان ...
ماأكثر تلك المشاهد التي تنشد المؤرخين لتوثيقها لتكن تاريخا يرفع بالبعض لعنان السماء وينزل بالبعض الآخر  لمزابل التاريخ ومنهم الرئيس لأنه ببساطة لايفهم ولن يفهم ...

**************************

No comments: