Saturday 7 May 2011

الصبر .. الثبات .. التفاؤل طريقنا للهدف...

الأوضاع مأساوية ولكننا مطالبون بالتفاؤل ...

فيما يسمى عيد الشهداء ظهر الرئيس بشاربالأمس ليضع إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول – ضحايا جبروت أحمد باشا السفاح عام 1916 -  بينما الدماء تنزف من حول الرئيس وبأمره  ... كم ظلموا من وضعت الزهور على النصب التذكاري بإسمهم ... إنهم جنود القرن الماضي اللذين قدموا دمائهم حرة في سبيل حرية بلادهم ممن تجبر فيها وظلم أبناءها حتى جاء من يتسلق قيادة الأمة على أكتافهم دون إكتراث بالهدف الذي من أجله ضحوا بأرواحهم  ... هذا الرئيس الذي تركت له الفرصة ظنا بانه خير من أبيه ... حتى وإن أتى للسلطة إغتصابا لحق الشعب ولكن ...
ومر عقد من الزمان وإذا بنا اليوم نتابع كم الألم بنزف الدماء السورية وبلا إعتبار لحق المواطن ورغبته في التغيير بعد أن طال الظلم وحل الركود حيث لم يعد امام الشعب السوري مجالا للتقدم للأمام أو حتى التراجع للخلف ... جمود يدفع بالعاقل للجنون ... هذا ما فعله الرئيس بشار وغيره من قادة العرب المغضوب عليهم ... كم يسامح الشعب ويتغاضى ولكن من يقدر له ذلك ... الشعب في نظر الحاكم العربي مجرد سقط متاع ... ومن الممكن لهذا الحاكم المستبد أن يحكم بلدا دون شعب فقط شلته - وما أكثر شلل الأنس – بالإضافة لتلك الأموال التي يستنزفها وبعض من المستسلمين الخاضعين للجبروت حيث لامفر ... أعجب لهذا الرئيس وهو يضع الزهور إعتبارا بمن تسلق على أكتافهم كل من ظلم شعبه حيث ثبت بأن ثورة العرب الأولى ضد الإستعمار قد سرقت ... وهاهم اليوم في مواجهة ثورة الشعب الثانية بالحديد والنار ... هذه المشاهد المؤلمة على كل بقعة عربية ثارت ضد الظلم لن تمر بسلاسة على هؤلاء الظلمة حيث إنكشفت الأوراق  .. ولسان حال رؤساء العرب يقول – إما نحن وإما أنتم – والمعنى لا قبول بالتغيير لمن تشرب الإستبداد وتلذذ بالدماء حتى كان شعار جنده – نحن جنودك نشرب دم – كم هم سفاحون ساديون يتلذذون بالدماء ... أف لذلك الفجور ألا يستشعرون معاناة الأباء والأمهات .. الأخوة والأخوات .. الأبناء والزوجات .. أم هم يظنون بأن هؤلاء الشباب اللذين فقدوا حياتهم مجرد أصفارعلى الشمال  مقطوعة بلا قيمة ... إن معاناة العرب مع هؤلاء الحكام لم يصلها غيرهم ... فنحن أمام أخوة باعوا الدين والقيم والشرف وزد على ذلك موت الضمير فكيف تصل الرسالة لأمثالهم ... فالقذافي بكتائبه يحصد ويشرد ويرعب ويتلاعب حيث يمد له الحبل حينا ويطوى حينا آخر من ذاك الحلف الذي يشرف على حماية المدنيين المنصوص عليه بالقرار الأممي (1973) بينما دائرة القصف التي تطال المدنيين تتوسع مابين مدينة واخرى بل وحتى تونس لم تسلم ... أما صالح اليمن فما زال يتحدى مكابرا مماطلا ... لم يشبع من الدماء حتى اليوم رغم أن الشعب اليمني بغالبيته يقول له إرحل ... رفع إبتداء – إرحل بسلام – حتى أضحت – إرحل بمحاكمة لابد منها ... فهناك دماء تطالب بحقها ... وأتى بشار ليكمل المذبحة بأشع مما نتصور فلا إعتبار لكبير أو صغير ... ومابين هذه البلد وتلك هناك مظالم ومظالم ... وبلا مشاعر إنسانية تحاصر المدن وتقطع الكهرباء والماء ويفعل السلاح في أجساد الشباب مايشيب له الولدان ... أف لكم من حكام حكمتم فظلمتم ... ومازوال الدول إلا بالظلم ... ولكن هناك أعين لاتبصر وقلوب لاتفقه وعقول لاتتدبر وهكذا أنتم ... 
وفي ظل هذه المأساة الإنسانية في عديد من الدول العربية التي تطالب بحريتها هناك الكثير ممن طغى عليهم التشاؤم وبات الأمل في نفوسهم بعيدا وماهكذا أمرنا ... والمؤمن لايعلق الأمل بفرد أيا كان بل بالله الواحد الأحد وعندما يأتي أمر الله فلا عصمة لكبير وفي الحديث القدسي المشهور " أنا عند ظن عبدي بي " فلنحسن الظن بالله وليكن التفاؤل شعار المرحلة القادمة ... نعم هناك ألم وووجع كبير ولكن الله أكبر ... ولربما في متابعة تلك  الأخبار التي تتداخل فيها العوالم مابين إفتراضي ووقائعي الكثير مما يرهق الأعصاب ويدفع للضيق والحزن  .. فهذا يقول وذاك يفعل ومابين العالمين وعالم الفضائيات المتغذي على تتبع أخبارهما هناك جموع من البشر تتحمل معاناة لايمكن لنا تصورها وإن كان المرء يستشعر مرارتها ... شباب يموت وأطفال تروع ونساء تنزف حسرات ودموع ورجال يعانون قهرا بعد طول صبر على ذل وقهر من نوع آخر ... حيث لاصوت ولامشاركة ..  لا حرية ولاكرامة .. لاضمان ولا حقوق .. شعوب حكمت بأنذال ولصوص بل قتلة في الظلام ... أما اليوم فقد كشف بعض القادة تلك الرؤوس وأعلنوها فجورا وكفرا ... ظلما وتعديا .. وشعار حملتهم – الكذب مفتاح الطريق .. والدماء طريق البقاء  –  وهكذا اثبتوا غباء وخبثا لطالما عانى الشعب العربي منه تخلفا وتجبرا وويلات ... وما أثمر الصبر عليهم سوى هذه المأساة حيث يتساقط الشباب على الطرقات ... ودون إكتراث ممن يدعي قيادة الشعب وحمايته ... قاطعكم الله من حكام لكم تجبرتم وجنيتم على الأمة ماضيا وحاضرا ... وزرعكم لم يثمر سوى الجوع .. الذل والقهر وخاتمته دماء غزيرة  ...  
فإن بررنا للمسنين قصور الوعي بالحاضر بإعتبار العقلية المتجمدة على ماكان في اللاوعي المتمكن من تفكيرهم ... فكيف بمثل هذا الرئيس الشاب الذي تعلم في ديار الحرية والمشاركة الشعبية وكان من الأولى ان يفهم معنى – الديمقراطية – كما هي .. ويعمل على التقدم بالبلاد لاالتخلف بها للعصور التي يراد حكمها بها ... خاب الأمل بمثلك ولكن لايخيب الأمل بشباب الأمة فهناك الرجال ... أما أنت أيها الرئيس الشاب بشار فاعلم منا بمن هم أشباه الرجال ... وعلى مانظن الأمر قد تبين لك اليوم ... وكم كنت فخورا بنفسك عندما نطقت بها واصفا غيرك إبان الغزو الصهيوني للبنان في حرب تموز – يوليو 2006 – فكيف تصنف نفسك اليوم ...  أما من كان فخورا بك فيتساءل مذهولا .. هل كنت مضللا ..!!!. ولربما تبين  للشعب العربي  من هم الرجال اليوم ... لم تكن اسمائهم ظاهرة ولم يتسلموا مقاليد حكم بل بعضهم مازال يشق طريقه ولكنهم حقا رجال ... ويكفيهم مواجهتهم للظلم بصدور عارية ... نعم هناك كثر من أشباه الرجال ولكن هناك أيضا ملايين الرجال وهذا هومربط الفرس ... وبمثلهم مناط الأمل ... وفي ربيع الأمل بثورات العرب لايجب تسلل الياس إلى نفوسنا مهما قتل البعض منا ... أو تعرض البعض الآخر للإهانة .. الظلم .. القهر والأسى ..  أو إستخف البعض الآخر بمشاعرنا وإستهان بكرامتنا ولم يعتبر بأسرانا ... والشاهد إغتيال الشيخ أسامة بن لادن وهو أعزل  ،، بل وتحدي العرب والمسلمين بالتسرع برمي جثته في البحر هذا إن صح الخبر  ... تصرف غريب ويحمل في باطنه أسرارا كبيرة ... فلم يسبق أحد لمثل هذا الفعل وفيه من الإستخفاف والإهانة الكثير فللميت حرمة وكرامة أيا كان ... والله المستعان على مايصفون ...  وقمينا بنا الثقة بمن هو فوق الجميع وإن زوال الجبال لهين عليه ... ولن يبلغ أيا من هؤلاء الطغاة الجبال طولا فهم مجرد أقزام وإن علوا ... ويظل العرب حملة رسالة الدين الخالد الذي أعزهم الله به ... وتظل سوريا قائدة برجالها الأبطال اللذين يحرصون على عزتها بعزة شعبها لابقتله وترويعه ... ومن غير الجائز إطلاق مسمى الجيش على من يقتل الشعب ...  فحتى الآن لم نرى جيوشا سوى في تونس ومصر ... نعم جيش مصر وجيش تونس هم من أثبتوا بأنهم حريصون على القسم بحماية الشعب والوطن والقائد مادام عادلا ومن هو عادل لن يرفضه شعبه .. وحتى وإن رفع في وجهه إعتراضا فلن يقدم هو على قتله بل طريق الحوار ممهدا له ... وسيظل الحق حقا وله أهله والباطل باطلا مهما طال مداه ... ولابد من الرحيل فالتغيير قادم هكذا هي السنن ...
******************************



No comments: