Tuesday 10 May 2011

هل من إجابة ...


جامعة في قبر مفتوح ...

في ظل هذا الصمت المعيب لأنظمة العرب تجاه مجازر النظام السوري ضد الشعب العربي في سوريا العظيمة بشبابها ، تغط تلك الجامعة المائعة الرخوة في سبات عميق حيث لم ينكزها أحد حتى الآن لتعبر عن الإستنكار والرفض والإدعاء ، فقط الإدعاء بان هناك موقف ما ... ولكن كما يقال كل إناء بما فيه ينضح  ، فهي جامعة بعيدة عن الشعب ولا تعنيه من قريب أو بعيد ...
ويبدو أن الأمين العام عمرو موسى مازال في نشوة السكرة والتي فتحت الرزق لشعبولا – شعبان عبدالرحيم – حين تغنى بسمفونيته الثابتة في لحنها المتغيرة بكلماتها مابين موقف وآخر قائلا - أنا بكره إسرائيل وبحب عمرو موسى ... نعم عمرو موسى متحدث جيد وله مواقفه الخاصة ولكنه فيما يتعلق بالشأن العام منها فهو محكوم بتوجهات الحكومات العربية وليست الشعوب ... ومن الثابت أن الحكومات العربية لاتمثل إلا نفسها في كثير من الأوقات ولربما مثلت الشعوب في بعض من الأوقات وعندما تكون مصلحتها متوافقة مع ذلك الأمر ...  وليس في مثل هذا القول إجحاف بحقها فقد ثبت بما لايدع مجالا للشك بأن الأنظمة فيما مضى من عقود لم تمثل سوى نفسها بالفعل ... بل لم تعش وتحيا إلا في ظل قصور مجهزة ومدن محمية بأسوار عالية ولاعلاقة لها بما حولها ... بينما الشعب يعيش ويعايش واقع آخر يبتعد به عما يقول ويعمل هذا القائد وذاك ... وبعد أن مرت ثورة تونس ومصر من عنق الزجاجة وفي غفلة من المتربصين بهم ... تنبه القوم ... وفي معمعمة التيار العربي الشعبي العاصف ظهرعمرو موسى وجامعته التي يديرها محاولا لملمة ما بقي منها من أوراق ... ولكن بذات الإسلوب الذي ترعرعت فيه بأنظمتها ورؤيتها التي لم يعد الشعب العربي يقبل بها ... لم تنفع الجامعة الشعب العربي في فلسطين ... ولم تنفعه في الخليج حين غزا صدام حسين الكويت وظلت ضعيفة متهاونة منذ التسعينات وصولا للألفية الثانية وحتى غزا بوش العراق وعمل جاهدا على تدميره وقتل وترويع وسرقة شعبه   ...  وكم ظلم الشعب العربي في جزيرة وخليج العرب  حيث حشر مابين السندان والمطرقة فإما بعبع النظام العراقي وإما قوات التحالف وكان ماكان حتى أعدم الرئيس العراقي في يوم عيد المسلمين إمعانا في التحدي والإذلال بينما الجامعة كماهي صنما ثابتا  ... وهكذا تحت سمع وبصر تلك الجامعة خسر العرب قوة وجيش العراق ... وضاق على العراقيين الفضاء وإشتعلت الأرض من حولهم وكانت فضائح شركات الموت يندى لها الجبين ... بينما إستنزفت أموال شعب الخليج العربي من أجل خطأ القائد وتقاعس الجامعة ... وتكررت المأساة في 2011 م حيث طغى قائد جديد هو ذاك المعتوه الذي ظن أنه ملك الأرض بمن عليها فأضحى إلها يلهج الشعب بالتسبيح بإسمه ... فضاقت الأرض بما رحبت بالشعب الليبي العظيم وأمام هذا الجبروت والطغيان لجأ المستضعفون للجامعة فكانت كما يقول المثل في خليجنا العربي – عريان طاح على متويز – ولكن هذا الإزار لايكاد يستر عورة الجامعة ... فما كان من عمرو موسى سوى قذف الشعب الليبي للأمم المتحدة ... وقال العرب نأمل خيرا فكان القرار 1973 ولكن من يضطلع بالتنفيذ هم ذاتهم فريق الحلفاء اللذين جاؤا للعراق ... وهكذا وضع الشعب الليبي في ذات الخندق الذي وضع فيه شعب الخليج العربي بما فيهم العراقيين فيما مضى  ...  وكتائب عصابات القذافي مهما بلغت قوتها سيقضى عليها لامحالة بإذن الله ، ولكن بجانب ذلك  هناك  تدمير لممتلكات الشعب الليبي والكثير من بناه التحتية بالإضافة لإستنزاف المال سواء على الطرف الليبي والآخر في الخليج العربي أيضا  وكان من الأولى والأسهل قتل القذافي بدلا من إعطاءه الأمان  ... وكم تعودنا مثل هذه الأخطاء من قادة العرب ومعهم موافقة الجامعة التي تخرجوا منها  !!!  ... ويظل الأمل  بالله وأن يخجل الحلفاء من تلك اللعبة التي تمارس ضد الشعب الليبي فقرار الأمم المتحدة بحماية المدنيين لا بتوسيع رقعة المعارك بترك القذافي وجنوده يمارسون لعبة القتل والقتل المضاد ، وصولا لإستخدام الطائرات في ظل الحظر الجوي وهذا ماحدث مؤخرا في قصف خزانات الوقود في مصراته الصامدة الصابرة ... فأين الجامعة من هذه اللعبة ...الم يتبين لها تلك الكارثة التي أوقعت بها الشعب الليبي بسبب عجزها منذ نشأتها ... كم تجرع الشعب العربي المر لأنه لم يجد أمامه سوى الأمر منه ...
واليوم الشاهد الماثل والصارخ بقوة على تقاعس تلك الجامعة وخذلانها للشعب العربي هذا العجز المصحوب بالصمت تجاه مايعانيه الشعب السوري حيث يقتل بالسلاح المدفوع بمال الشعب ... المال الذي حُرم على البلاد والعباد لعقود طويلة بحجة تجهيز الجيش الحامي من منطلق مبدأ الحرص على أمن الشعب والوطن ... فأي أمن هذا الذي يتحدثون عنه وأي وطن هذا الذي يعرفونه ... إنه أمن النظام الفاسد الذي يحمي نفسه من شعبه لكونه عدو الشعب والوطن .. تلك هي الحقيقة المرة ... فأين أنت ياعمرو موسى ... كانت الثورة المصرية في ذروتها وأنت تعلن بأنك سترشح نفسك رئيسا ... ياللأسف تسرعت بطرح إسمك ... ألم تتساءل كم ورقة حُرقت وكم هي الأوراق الباقية والتي من الممكن أن تُؤهلك لترشيح نفسك لتحكم جيلا ثائرا على كل ماهو فاسد أو متظلل بظله ... أيقبل الشعب المصري العظيم بحكم من لم يستطع أن يقول لا لأي موقف فرض عليه ... ألا تتذكر ترددك وضعف موقفك عندما وقف أوردغان غاضبا من صلف بيريز وأكاذبية في منتدى دافوس الإقتصادي ... كان موقفا مخجلا للشعب العربي ولكنك أثبت أنك تمثل أنظمة لاشعب ... واليوم أنت تتابع تماما كأي مواطن عادي معاناة شباب اليمن وهو يزأر بعلو الصوت ويلملم جراحه من أجل شخص يأبى إلا الإلتصاق بالكرسي كعادة قادة العرب وأنت أمينهم ... وكشاهد زور صامت وأمام عينيك تدور رحى مذبحة بشعة تتجلى بمعاناة شعب عربي ينزف دما ويتوجع من حصار يُضيق عليه الخناق  ...  بينما الدبابات تصطف على مشارف المدن المحرومة من الماء والكهرباء ، بل وحتى الأطفال الرضع تُختطف من أحضان الأمهات على سبيل الضغط لإستسلام الرجال ... بل لم يتوانى مايسمى الجيش وبأمر من يدعي القيادة من إطلاق الرصاص الحي على صدور النساء ... فأين أنت ياأمين الجامعة مما يحدث في سوريا .. وهل فسرت لنا معنى الأمانة أو ذاك الميثاق المنصوص عليه ..  أم هي حقا صنيعة الإستعمار تتدثر بأنظمة نمت وتنفست في ظله  ... أيها السياسي المخضرم الذي لطالما غفرنا له وقلنا ضغوط ...  فبعد اليوم لا عذر لك ... فلست بالمعدم المحتاج للمال .. ولابالنكرة الباحث عن الشهرة .. ولكن وياللأسف هناك من يُصر على ألا يغادر الساحة إلا وقد تجرد من كل الأوسمة ... فقد فر بن علي ذليلا ... وهاهو حسني محاكما أسيرا .. بينما القذافي ينزع الملك منه نزعا مريرا وبضريبة كبيرة يدفعها الشعب الليبي من أمنه ودماءه ، وغيره ماض في ذات الطريق ... وماكان هذا سيحصل في ظل جامعة مانعة حامية للوطن العربي قيادة وشعبا أيا كان الموقع شرقا أو غربا ... الشعب العربي يعاني من غياب القيادة الجامعة ... وما تلك المعاناة إلا ممن عمل على تفرق الشعوب ومحاصرتها لتؤكل أحاد ... فمتى تكون وحدتنا كشعب عربي متماسك متكافل ... وهل يستطيع الأمين العام معرفة الإجابة ...

****************************

No comments: