Saturday 29 January 2011

سفارات وسفراء

سفارات العرب خادمة للشعوب أم مجرد أداة بيد الأنظمة ...

ليس بالغريب علينا مواقف السفراء العرب ويبدو الأمر أشبه مايكونوا مجرد أدوات بيد الأنظمة متناسين الهدف الحقيقي للدور الذي من الواجب إضطلاع السفارات به ...  فالهدف الرئيس في وجودها يتركز بخدمة الشعب ورفع اسم الوطن خلقا وعملا بالإضافة للتواصل فيما بين الشعوب وتوثيق العلاقات فيما بين الدول ... ولكن الهدف بات مغيبا وانحرف المسار وبدا السفراء بحالة من الضعف مع مايعتري عملهم من ضبابية مشوبة بتردد وترقب كلما طرأ طارئ حيث اختلطت الأمور مابين خدمة الوطن وخدمة النظام ، واضحت المسألة متعلقة برضا الأنظمة ...  فإن توافقت رؤية النظام مع تطلعات الشعب فنعما بها وإن  تعارضت مصلحة النظام مع مصلحة الوطن إتسعت الهوة فيما بين الهدف المنشود والتطبيل للنظام وصولا لتماهي مصلحة النظام مع مصلحة الوطن ليضحي الوطن بمكوناته مرهونا لمصالح النظام ولاغير وتعسا للشعب ...  وخير من يمثل هذا الرهن هم السفراء بإعتبار تعيينهم مكرمة من هذا النظام بل تفضل ومنة وماعليهم سوى الشكر لتتواصل الهبات ،، وبناء على تلك الرؤية الفقيرة يضحي السفير خادما لرأس النظام وبطانته ... ويسقط هو الآخر بعض من عقد النقص التي يستشعرها على أفراد الشعب فيتفضل عليهم ببعض من خدماته فيما إذا لجأ له بعض من أفراد الشعب في حاجة أو قضية شائكة ولاوقت لديه للإبحار في إشكاليات المتغربين من أبناء وطنه حيث مشاغله اكبر من أن تقدر واكثر من أن تحصى فالعناية بخدمات النظام تتواصل وعملية التلميع مضنية مرهقة ويكفي إعداد التقارير المزورة والمحرفة والتي  تتحدث بالثناء وتلهج بالشكر مدللة على الإنجازات ... فأضحت الزعامات هي الأوطان بينما الأوطان مجرد ظل لهذا الزعيم أوذاك ... ويتبدى مثل هذا الأمر جليا في حال عرض فضائية ما لتقرير موجع عما يتعرض له الشعب في موقع ما أو سد حاجة ما ... فتجد هذا السفير وأعضاء سفارته لا يبادلون الحجة بالحجة بل يحتجون ويغالون بالإعتراض ويعتبرون مثل تلك التقارير قصد مبيت للإضرار بسمعة البلد – لاحظ سمعة البلد لا الزعيم – وتشويه للصورة بينما الواقع يثبتها بصورة لا تقبل التشكيك ... أما المشهد الآخر الذي يؤكد على مانقول موقف السفراء من إحتجاجات الشعوب حيث الصمت المطبق يظلل الجميع بإنتظار جلاء الحقيقة كاملة وهل إنتهى النظام الذي بذكره كانوا يلهجون وبفضله يتغنون وبأوامره يأتمرون أم مازالت به الروح نابضة ... ولن نسمع لهم صوت أو رأي حتى يتحقق لهم العلم ليتغنوا من جديد بنظام جديد ويعيدون حساباتهم ويرتبون أوضاعهم بتبريرات ربما تتكرر على لسان مواطن ضعيف غير قادر على المواجهة  ... ولذا يحق لهذا المواطن الذي يواجه تلك الآلة المتسلطة بيددين عاريتين التساؤل ماهو دور السفراء مما يجري للوطن والمواطن سواء كان في البلد التي يعملون فيها أو في موقع الحدث .. بمعنى قلب الوطن الذي من المفروض أنه يمثله ...

****************************

No comments: